أشهر أقوال أبو العتاهية

أبو العتاهية هو إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، أحد أبرز شعراء العصر العباسي. وُلد في عام 748 م (130 هـ) في منطقة عين التمر بالعراق، وتوفي عام 826 م (211 هـ) في بغداد. يُعتبر من الشعراء المجددين الذين خرجوا عن الأغراض الشعرية التقليدية في ذلك الوقت، مثل الفخر والمدح، وابتكروا أسلوبًا خاصًا بهم.

كان أبو العتاهية يميل إلى الزهد والتقوى، وبرزت هذه النزعة في أشعاره، حيث تناول موضوعات عن الحياة والموت والزهد في الدنيا والاقتناع بالقليل، بالإضافة إلى نقد المجتمع ومظاهره. يتميز شعره بالبساطة والوضوح والبعد عن التكلف، وقد استخدم لغة سهلة ممتنعة، مما جعل شعره يصل إلى جمهور واسع من الناس.

ورغم أن شعره الزهدي هو الأبرز، إلا أن أبا العتاهية كتب أيضًا في الغزل والحكمة. تأثر شعره بروح التصوف، ورغم أنه كان مقربًا من خلفاء بني العباس، إلا أنه فضل حياة البساطة، مما جعله يكتسب احترام الكثيرين في عصره.

كان لأبي العتاهية تأثير كبير في تطور الشعر العربي، وخاصة الشعر الزهدي، وقد ظل اسمه حاضرًا في الأدب العربي كشاعر متفرد بنزعته الزهدية وأسلوبه البسيط.

شعر أبو العتاهية عن الدنيا

لِدَوا للموتِ وابنوا للخرابِ
فكلكمُ يصيرُ إلى تَبابِ

لِمَن نَزرُع ونَحصدُ؟
لأَهلِ المَجدِ والبَغْيِ؟

وإنْ عاشوا فأقصاهم إلى الفناءِ،
ولا يدري الفتى مَن يَستَبقْهِ

ستبقى لنا كنوزُ الأرض نَجمعها،
وما تجني علينا كلُّ دارٍ

وفي قصيدة أخرى يُعبّر عن هوان الدنيا وزوالها:

ألا إنما الدنيا كأحلام نائم
وما خيرُ عيشٍ لا يكون بدائم

تزوَّد من الدنيا فإنك لا تدري
إذا جنَّ ليلٌ هل تعيشُ إلى الفجرِ

فكم من صحيحٍ مات من غير علّةٍ
وكم من سقيمٍ عاش حينًا من الدهرِ

شعر أبو العتاهية عن الصبر

اصبرْ لكلِّ مصيبةٍ وتجلَّدِ
واعلم بأنَّ المرءَ غيرُ مخلَّدِ

أو ما ترى أنَّ المصائبَ جمةٌ
وترى المنيةَ للعبادِ بمرصدِ

من لم يُصبْ ممَّن ترى بمصيبةٍ
هذا سبيلٌ لستَ عنه بأوحدِ

فإذا ذكرتَ مصيبةً ومصابَها
فاذكرْ مصابكَ بالنبيِّ محمّدِ

وفي أبيات أخرى، يقول أبو العتاهية في الصبر:

الصبرُ أفضلُ شيءٍ تستعينُ به
على الزمانِ إذا ما مسَّكَ الضررُ

لا تُجزعنَّ على ما فات من زمنٍ
واغنم زمانَكَ إنَّ الدهرَ غدّارُ

شعر أبو العتاهية عن البر والتقوى

فَأَحْسِنْ إِلَى النَّاسِ تَسْتَعْبِدْ قُلُوبَهُمْ
فَطَالَمَا اسْتَعْبَدَ الْإِنْسَانَ إِحْسَانُ

إِذَا كَانَ يُؤْذِيكَ حَرُّ الْمَصِيفِ
وَيُبْسُ الْخَرِيفِ وَبَرْدُ الشِّتَاءِ
وَيُلْهِيكَ حُسْنُ زُهُورِ الرَّبِيعِ
فَأَخْذُكَ لِلْأَجْرِ قَيْدُ السَّفَاءِ

زهديات أبي العتاهية

لا تأمن الموتَ في طرفٍ ولا نفسٍ
ولو تمنعتَ بالحُجّابِ والحَرَسِ

واعلمْ بأنّ سهامَ الموتِ قاصدةٌ
لكلِّ مدّرعٍ مِنّا ومُتّرسِ

تَركتُ ما قد خَلفتُ الناس في طَلَبٍ
وَحَمّلتني من أثقالِهم دَنسِ

وفي قصيدة أخرى يقول:

ألا إنَّما الدنيا كأحلامِ نائمٍ
وما خيرُ عيشٍ لا يكونُ بدائمِ

تزوّدْ من الدنيا فإنك لا تدري
إذا جَنّ ليلٌ هل تعيشُ إلى الفجرِ

فكم من صحيحٍ مات من غير عِلّةٍ
وكم من سقيمٍ عاش حينًا من الدهرِ

وفي أبيات أخرى يعبر عن قناعته بزوال الدنيا وحتمية الموت:

إِذا ما خَطَرْتَ مِنَ الدّارِ فاذكرِ
طَوارِقَها بِالسُوءِ بَينَ التَجاريبِ

وَلا تَركَنَنْ إِلى زَهْرَةِ العَيشِ
وَكُن حَذِرًا مِن زَهْرَةِ الحَقلِ والرَيبِ

فَكَم مِن أَخٍ كانَ الوُدودُ لِقَلبِهِ
فَخانَهُ فِي الغِيبِ طَيّاتِ مَكذوبِ

أقوال أبو العتاهية

  • ما للمرءِ ليسَ يرضى بما رُزقَ به، وإن سعى لا يَبلُغُ الغاية.
  • أراني أمرُّ على الدنيا فيُعجبني،** ما كنتُ أملكُ فيها حين أملِكها.
  • كأننا والموت في غفلةٍ، من غفلاتِ النائمين، حتى نُصبح في دار الخلود.
  • اصبر لكل مصيبة وتجلد، واعلم بأن المرء غير مخلد.
  • أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم، فطالما استعبد الإنسانَ إحسان.
  • إذا غفل الناس عن الله، فاذكر الله، وإذا انشغلوا بالدنيا فاعمل للآخرة.
  • ليس الزهد في قلة المال، بل الزهد في قلة الطمع.
  • وإذا تَذَكَّرَتَ مِصيبَةً ومُصابَها، فاذكر مصابك بالنبي محمد.
  • رضا الناس غاية لا تدرك، فاجعل رضاك بينك وبين الله.
  • الدنيا كأحلام نائم، وما خير عيشٍ لا يكون بدائم.
شارك هذا المقال
اترك تعليقك